رئيس التحرير: عادل صبري 05:02 صباحاً | الثلاثاء 08 يوليو 2025 م | 12 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

الحرب تلوح في الأفق.. «الأقصى» يواجه خطر التهويد و«حماس» تتوعد

الحرب تلوح في الأفق.. «الأقصى» يواجه خطر التهويد و«حماس» تتوعد

العرب والعالم

اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى

الحرب تلوح في الأفق.. «الأقصى» يواجه خطر التهويد و«حماس» تتوعد

إنجي الخولي 16 أغسطس 2019 02:50

انتهاكات وفرض أمر واقع واقتحام للمسجد الأقصى وتدنيس للمقدسات.. وضع يتفاقم في القدس على وقع التصعيد الإسرائيلي الذي جعل من الصعب على المقاومة الفلسطينية البقاء في المربع الحالي، أو بقاء الوضع على ما هو عليه .
 

وعلى الرغم من ان الاختراقات للتفاهمات والوضع الحالي لم يصل لمرحلة الحرب، إلا ان المؤشرات تميل إلى ان هذا الوضع لن يبقى طويلاً، وعند لحظة ما سيقرر طرف القفز للحرب.

 

وفي ظل الاقتحام والتلويح الإسرائيلي بفرض سيادته على المسجد الأقصى أصبح من الصعب على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تمنح الاحتلال تهدئة مجانية وتعفيه من التزاماته وتعهداته وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخصوص رفع الحصار .

 

غير أنّ الطرفين محكومان بحسابات سياسية وبالكلفة، فالاحتلال أمامه انتخابات قد اقتربت، وبالتالي فهو مقيد بفترة هذه الانتخابات، و"حماس" في المقابل لا تريد الحرب بقدر ما تريد تحريك الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للناس في قطاع غزة.

 

القدس "خط أحمر"
 

أكدت حركة "حماس" أن مدينة القدس خط أحمر، وأن أي عدوان على المسجد الأقصى هو عدوان على الأمة، وفي المقدمة منها الشعب الفلسطيني ، "وهو كفيل بتفجير شامل للأوضاع في كل المناطق."

 

وقالت الحركة في بيان صحفي إن "قيادة الحركة تداعت إلى عقد اجتماع طارئ تزامناً مع الأحداث الخطيرة التي شهدها المسجد الأقصى المبارك صباح يوم عيد الأضحى المبارك، وقد أجرت قيادة الحركة مشاورات واسعة، وتواصلت مع العديد من مكونات الأمة الرسمية وغير الرسمية من حكومات وشخصيات ومؤسسات وهيئات وأحزاب".

 

وسمحت الشرطة الإسرائيلية لنحو 1336 مستوطنا باقتحام المسجد الأحد، الذي صادف أول أيام عيد الأضحى، ما فجر مواجهات بين المصلين وقوات الشرطة الإسرائيلية.

ودعت الحركة "جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات لمزيد من التحرك نصرة للأقصى، مؤكدة "ضرورة الاستجابة لدعوات التحشيد الكبيرة يوم الجمعة 23 غسطس في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة في ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969م، وهي مناسبة للتأكيد على تمسكنا بحقوقنا التاريخية في مدينة القدس المحتلة، وعلى حمايتنا لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية."

 

كما دعت "جماهير شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948م إلى تحرك شامل وواسع للرباط الدائم في المسجد الأقصى، والتحرك جماهيرياً في مدننا المحتلة؛ ليفهم العدو الجبان أن اللعب في ساحات الأقصى هو لعب بالنار لن يقابل إلا بنار تحرق المحتل الجبان."

 

وأكدت الحركة أن "استهداف القدس والمسجد الأقصى هو جزء من صفقة القرن الخطيرة التي يتساوق معها البعض هنا وهناك، وأنه لا سبيل لمواجهة هذه المؤامرة إلا بوحدة وطنية حقيقية تقوم على شراكة حقيقية صادقة، ودعت إلى اجتماع فوري للأمناء العامين للفصائل والقوى الوطنية تحت عنوان "حماية القدس والمسجد الأقصى".

 

وطالبت الحركة "قيادة السلطة المتنفذة" بترك ما أسمتها "الإعلانات الهزيلة التي يسمونها قرارات"، والتحرك فعلياً للقيام بدورها في حماية القدس والمسجد الأقصى، وليس أقل من "رفع يد الأمن عن جماهير شعبنا في الضفة الغربية، وإفساح المجال لها لتقوم بدورها، وكذلك التوقف عن ملاحقة المقاومة التي هي وحدها الكفيلة بصد العدوان ولجم المحتل وتطهير المقدسات." كما قالت

من جهة أخرى دعت حركة حماس زعماء العالم الإسلامي والعربي، والحكومات الإسلامية والعربية كافة، إلى القيام بدورها في حماية مقدسات الأمة؛ "فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين يتعرض لعدوان سافر، وتدنيس مستمر مع وجود مخطط خطير لتقسيمه وصولاً إلى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وما لم يتحرك زعماء الأمة إلى نجدة مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فسيسجل التاريخ عاراً يلحق بهم للأبد، وسيلعن التاريخ كل مفرط في مقدساته وأرضه."

 

فيما ناشدت المملكة الأردنية الهاشمية وملكها عبد الله الثاني إلى "دور فعال وخاص في حماية المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وتحويل الإدانة إلى إجراءات عملية تحمي المسجد الأقصى من الغول الصهيوني الغادر."

 

وطالبت الحركة ملك المغرب الملك محمد السادس "بتعزيز دور لجنة القدس بصفته رئيسا لها لحماية المسجد الأقصى، والضغط في المحافل الدولية لتجريم الاحتلال الإسرائيلي."

 

 

الوضع القائم في "الأقصى"

 

واعتبرت حركة "حماس"، تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، بشأن المسجد الأقصى، "استخفافاً بالمنظومة العربية الرسمية والشعبية".

 

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في بيان أصدره الخميس،  إن "خطاب الوزير الصهيوني، يمثل قمة الاستخفاف بالمنظومة العربية الرسمية والشعبية، والاستهتار بمشاعر كل العرب والمسلمين وأحرار العالم".

 

والثلاثاء، قال أردان، لـ"إذاعة 90" العبرية، "يجب تغيير الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ليتمكن اليهود من الصلاة هناك"، وذلك على خلفية التوتر الأخير الذي شهده المسجد.

 

وأضاف أردان، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، أن "صلاة اليهود يجب أن يتم السماح بها فردية أو جماعية، سواء في مكان مفتوح أو مغلق".

والوضع القائم، هو الوضع الذي ساد في المسجد منذ الفترة العثمانية، حيث تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولية على المسجد الذي يصلي فيه المسلمون فقط.

 

وتابع قاسم: "التصريحات تأتي ضمن استهداف مدينة القدس المحتلة باعتبارها رمز القضية الفلسطينية، وواحدة من ثوابتها الأساسية".

 

ولفت إلى أن الفلسطينيين "سيعملون بالفعل على تغيير الوضع الراهن (القائم) في القدس، عبر طرد الاحتلال وانتزاع حرية المدينة المقدسة، والحفاظ على هويتها العربية الفلسطينية".

 

وأوضح: "واقع مدينة القدس ومستقبلها يفرضه شعبنا بمقاومته، وحدود المدينة سترسمها دماء الشهداء، الذين كان آخرهم اليوم، حيث سال دمهم الطاهر على تراب القدس الشريف".

 

ودان الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، قيام قوات الاحتلال بإغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك وإخراج المصلين والمرابطين من داخله مساء الخميس وفرض شروط على أعمار المصلين الداخلين إليه.

 

وقال الهباش في بيان صحفي: "إن إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى إعلان حرب على الإسلام والمسلمين محذرا من تداعيات هذه الجريمة لما تحمله من انتهاك صارخ وجريمة بحق اقدس مقدساتنا وقبلة المسلمين الأولى ومهوى افئدة اكثر من مليار مسلم حول العالم ، مضيفا ان على الاحتلال أن يتذكر دائمًا أن المسجد الأقصى خط أحمر يمكن أن يشعل العالم أجمع ولا يمكن لأي كان ان يتوقع تداعيات ذلك ونتيجته التي سوف تتأثر بها الإنسانية جمعاء".

وأضاف قاضي القضاة: "لا سبيل لتحقيق السلام والاستقرار الا بإنهاء الاحتلال ورحيله عن أرضنا وقدسنا وأقصانا، مضيفا ان سياسة العنف والعدوان التي تنتهجها إسرائيل لن تجلب الا غياب الأمن والاستقرار والسلام ولن تستطيع دولة الاحتلال فرض حالة أمر واقع في المدبنة المقدسة عبر اراقة الدماء واغتيال الشباب واغلاق المقدسات"، مشيرا في ذات الوقت ان ما يجري في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف هو إفراز بشع للسياسات الأمريكية الاستكبارية التي اعتدت على حقوقنا الدينية والسياسية في القدس عاصمتنا الأبدية .

 

 

يذكر أن دائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.

 

كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994).

 

وفي مارس  2013، وقّع العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.

 

 

غزة على صفيح ساخن

 

وفتح الاقتحام الإسرائيلي وتلاعبه بتفاهمات كسر الحصار وتخفيف القيود المفروضة على قطاع غزة منذ 13 عاماً الأبواب أمام احتمالات مختلفة، مع استمرار الإشارات والتهديدات الإسرائيلية بحرب "حاسمة" ضد حركة حماس، والتهديدات المقابلة من الحركة للاحتلال.
 

وتسير الأوضاع في غزة على صفيح ساخن، في ظل استمرار معاناة مليوني فلسطيني من الحصار والضغوط الاقتصادية والمعيشية القاسية التي تضرب كل المجتمع، وهي بدورها تضغط على صناع القرار، خصوصاً "حماس"، لتحريك الأوضاع.

 

ومع استمرار التضييق على غزة، وعدم إيجاد حلول جدية وحقيقية لمشكلة الحصار المتفاقمة وغياب أفق المصالحة الوطنية الداخلية، تضيق الخيارات أمام "حماس"، التي تحاول تجنب الحرب والدخول في مواجهة جديدة مع الاحتلال، غير أنها قد تجد نفسها مضطرة لها بعد طول انتظار وغياب الأمل في إيجاد حلول للحصار.
 

وأمام التهديدات الإسرائيلية بحرب حاسمة وساحقة ضد "حماس"، رد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار بالتأكيد على أنّ المقاومة "ستمطر المدن الصهيونية بالرشقات الصاروخية إذا حاول الاحتلال الدخول في حرب معنا".

ورغم تأكيد السنوار أنّ حركته لا تريد الحرب وتسعى لتجنبها ما استطاعت، إلا أنه شدد على أنه "سنكسر جيش الاحتلال المهزوم، إذا ما دخل قطاع غزة"، مشدداً، في الوقت ذاته، على أنّ حركته "تصنع الصواريخ، وتحفر الأنفاق، وتدرب الشباب، ولن تتخلى عن هذه المهمة".

 

ويُفهم من تصريحات السنوار، قليل التصريح والخروج الإعلامي، أنّها رسائل متبادلة مع إسرائيل، عبر الإعلام .
 

وهدد بيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" الإسرائيلي،  السنوار بأنه يلقى مصير أحمد الجعبري حال القيام بأي عمل ضد إسرائيل.


وزعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أن حماس ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تسعى لتفجير الاوضاع في المنطقة قبل حلول الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر المقبل.


وقال المحلل العسكري في واللا "أمير بوخبوط" إن جيش الاحتلال يعتقد بأن "حماس" تخطط لتصعيد الوضع في المنطقة في سبتمبر مع بداية العام الدراسي، قبل انتخابات "الكنيست"، لاسيما مع تأزم الاوضاع في قطاع غزة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان